سم ...حلو المذاق
عاد عادل بعد إنتهاء حفل الزفاف مصطحبا زوجته الجميلة وهو لا يكاد يصدق نفسه فقد كان زواجه بها ولادة متعسرة خرج إلى النور من بين رفض أمه وتحفظاتها على فتاته وبين طلبات أهلها التى أرهقته كثيرا وحملته ديونا طائلة( ولولا مساعدة بعض الأصدقاء والمبالغ المالية التى وهبته أمه السيدة سكينة إياهامن المال الذى كانت تدخره لأداء فريضة الحج ربما لم يكن بإستطاعته إتمام الزواج)
فقد كان عادل هو إبنها البكر والذى عاشت عشرون عاما من أجل تربيته هو وإخته زهرة ورفضت الزواج بعد وفاة والده
كانت أشرقت زوجته ذات شخصية قوية ومن سوء حظها أن حماتها كانت تعيش فى نفس البيت مع إبنها ومنذ أول يوم بدأت المشاكل فكلا من الزوجة والأم تريد تسيير المنزل كما ترى وكانت الأم لا يعجبها سلوك الزوجة وتحررها وإصرارها أن تطهو الطعام بنفسها والأصناف التى تحب والتى لم تكن الأم تحبها كما أن الزوجة من أول يوم قامت بتغيير نظام البيت وترتيبه بطريقتها وكانت لا تستيقظ مبكرة بينما الأم تعودت على الإستيقاظ المبكر حيث تكون جائعة فتبحث عن طعام لتأكله فلا تجد غير طعام جاف ومعلبات فتضطر للإنتظار حتى موعد الغذاء وكلما شكت لإبنها يطيب خاطرها بكلمتين ولكنه لا يفعل شيئا حرصا منه على إرضاء أشرقت زوجته وأصبح لا يمر يوما بدون شجار وأصبحت الأم تطهو لنفسها طعاما خاصا بها ولا تشارك إبنها وزجته فى تناول الطعام وفشلت كل محاولا الزوج للصلح بينها وبين زوجته
وفى يوم زارت الزوجة أمها وكانت لديها إمرأة عجوز من أقارب أمها فحكت لها حكايتها مع حماتها فقالت لها هل تريدى التخلص منها نهائيا فقال لها نعم ياريت فقالت إذا إسمعى نصيحتى بشرط أن تأتى لى بعد إسبوعين وتقولى لى ماحدث
اليوم عندما تعودى للبيت إعتذرى لها وطيبى خاطرها وتوددى لها حتى لو لم تكونى ترغبى فى ذالك لأنك عندما تكسبى ثقتها تستطيعى أن تجعليها تنفذ كل رغباتك وبذالك تثق بك وعندها تستطيعى أن تضعى لها سما فى الطعام فتأكله ثم تموت ولن يشك بك أحدا وأنا لدى سم فعال تكفى قطرة واحدة منه لقتل فيل وهنا نظرت الزوجة وقالت لها ولكنى أحب زوجى وأخشى أن يكتشف الأمر وأخسر زوجى وحياتى
فنظرت إليها العجوز بعد أن للاحظت الخوف يعربد فى عينيها وتنطق به وقالت لها لا تخافى لن يكتشف هذا السم وهو مجرب فقط عليك أن تجعلى حماتك تحبك جدا وتحملى كل ما يغضبك منها وإفعلى كل ما تحبه هذا ضرورى جدا
عادت أشرقت وبدأت تنفيذ الخطة وغيرت من نظام حياتها وبدأت تستيقظ مبكرا لتعد طعام الفطور للبيت وحرصت على أن يشمل طعام الإفطار الأصناف التى تحبها حماتها كما أعادت ترتيب البيت بعد أن تشاورت مع حماتها على الترتيب الذى تراه مناسبا وإتفقا الإثنان لأول مرة على شيئ وفى بادئ الأمر لم تصدق حماتها ماتفعله وسخرت منه حتى كادت الزوجة أن تتراجع عن خطتها ولكن كلام العجوز كان يرن بإذنها فتحاملت على نفسها وأصرت على المضى فى خطتها حتى لاحظت أن الأم بدأت تغير من معاملتها لها وتبتسم فى وجهها بل بدأت تمتدح طعامها وتمتدح ذكائها وحبها لإبنها وحرصها على إرضائه وفى أحد الأيام بينما الأم تنزل الدرج إنزلقت قدمها وتدحرجت وسقطت وأصيبت بكسر بساقها وكدمات متفرقة بجسدها المترهل
وهنا كانت فرصة عظيمة لتتودد الزوجة لها فسهرت على راحتها وكانت تساعدها فى تناول طعامها وإرتداء ملابسها بل وتحممها وتفعل كل مايرضيها وهنا أحست الزوجة بأن حماتها قد وثقت بها ثقة كبيرة فقررت الذهاب للعجوز للحصول على السم وبينما تعد نفسها للذهاب حضر الزوج ومر على غرفة أمه للإطمئنان عليها وبينما الزوجة تهبط الدرج سمعت حماتها تقول لزوجها
تعرف ياعادل لقد أحببت أشرقت جدا وأرجو منها أن تسامحنى على معاملتى القاسية لها فى بداية الزواج والله يا عادل لو علمت بأنك أغضبتها فى يوم سأغضب منك ولن أسامحك والله ياعادل لقد أحببت زوجتك مثل أختك زهرة بل وربما أكثر وأنتظر بغارغ الصبر أن تضع مولودها لأعتى به وأسهر على راحته ووعد منى لن تجدنى يوما أغضبها وإن أغضبتنى سأسامحها وهنا بكت الزوجة حينما سمعت كلام الأم حتى سمع زوجها بكائها وأسرعت لتقبل يد حماتها لأول مرة وتحتضنها وتتوسل إليها أن تسامحها
وفى اليوم التالى إستأذنت من زوجها لتذهب إلى السيدة العجوز وفور أن رأتها العجوز حيتها الزوجة فردت التحية وقد أشرق وجها بإبتسامة عريضة فهمت الزوجة أن تخبرها بما حدث فوضعت العجوز يدها على فم الزوجة وقالت لها أعلم ماذا ستقولين وهنا دهشت الزوجة فقالت لها وماذا كنت سأقول لك
فقالت العجوز كنتى ستقولى لى أن حماتى أصبحت أحب إنسانة إلى قلبى وأشعر بالندم على مافعلته معها وما كنت أفكر أن أفعله بها
وهنا قالت الزوجة كيف عرفتى ولماذا كنتى ستعطينى السم لأقتلها فضحكت العجوز وقالت
عرفت لأان ما نصحتك به نفس ما نصحت به إبنتى بعد زواجها حيث كانت تسكن مع أمها الثانية (حماتها) وكادت تطلق من زوجها بسبب المشاكل التى حدثت مع حماتها وعندما نفذت نصيحتى عاشت حياة سعيدة ولديها الأن إبراهيم أستاذ مساعد بكلية الطب وفاطمة الزهراء معيدة بكلية العلوم وأحمد بكلية التجارة الخارجية وآخر العنقود
بالطبع لم يكن لدى سم بل لدى عسل نحل نقى أهديه إلى حماتك وأرجو أن تسلمى لى عليها ووعد بأن أزورك حيض تضعين طفلك
وهنا ضحكت العجوز وهى تشير للزوجة بيدها تطمئنها قائلة لها
لا تخافى لن أخبرها بشيئ بل سأخبرها أنك أفضل هدية أرسلها الله لها ولزوجك
تنفست الزوجة الصعداء وشكرت السييدة العجوز بحرارة وإستأذنت منها للعودة لبيتها فقد إشتاقت لتقبيل يد حماتها