إلى امرأة كانت حبيبتي
...
إنكسـر إنـاء السيـرامـيك الأزرق
الذي كنا نحتـفظ به .
وانكسر معه شيءٌ في داخلنـا لايـمكن إلصاقـه .
فأنا أعـرف , وأنت تعرفـيـن .
أن الأواني الجميـلة لايمكن إلصـاقـها .
...
أخبـريني ياسيـدتي
ماذا يفعـل العاشق بـزجاج القـلب
حيـن ينكسر ؟
وبالشهـوة حيـن لاتـشـتهي ؟
وبالصراخ حيـن لايصـرخ ؟
وبالعشـق حيـن لايـعشـق ؟
...
شـاخـت كلمـات الحـب .. ياسـيـدتي
وشـاخـت الأ لـف .
وشـاخـت الحــاء .
وشـاخـت البــاء .
فقـدت تـاءات التـأنـيث بكارتـها
ولم تعـد نـون النـسوة تـدر حليـبا ..
...
كـل شيءٍ ..
تساقـط كالوررق اليـابس على أرض مخيـلـتي .
كل خواتمـك .
كل مكاحـلك .
أنت جزء من التـاريخ ..
وأنـا لاتـاريخ لي ...
...
ياالـتي كنـت تملأين الدنـيا
وتشغـليـن النـاس .
ماذا فعـل بـك الـزمان ؟
ماذا فعـلت بـنفسك ؟
كـيف تحـولـت من بطلة شهيـره
إلى فـتـاة كومبـارس ؟
ومـن روايـة كلاسيكيـة عظيمـه ..
إلى مقـالـة صحفـيه ؟
ومـن عمـل تشكيـلي
إلى عمـل لاشكل لـه ؟
ومـن امرأة تشعـل الحرائـق
إلى امرأة تحـت الصفـر ...
...
أيتـها الفـيـنـيـقـيةُ ..
التي تـاجـرت بكـل شيء ..
وخسرت كل شيء ..
لماذا لاتعتـرفـيـن ؟
بأن ثوراتـك كلهـا كانت على الورق ..
...
قضي الأمـر ...
قضي الأمـر .. ياسيـدتي .
فلم يعـد بوسعـك أن تـرممي
إناء السيراميـك الأزرق ..
ولم يعـد بوسعـك ..
أن تعيـدي عقـارب الحـب إلى الوراء ...
ولا أن تعيـديني معـك إلى الـوراء ...
فـأنـا مجنـون من مجـانيـن الحريـه
وأنت الزوجـة الواحدة بعـد الألـف
من زوجـات شهـريـار .. !!
...
نحن مختـلـفان في كل شيء .
أنت متـمسكة بموسيقى خلاخيـلك ..
وأنا متمسـك بموسيقى حـريتي ..
أنت من حـزب الوسط ..
وأنـا من حـزب المجانيـن ..
أنت مقيـمة في النصوص ..
وأنـا مهـاجر منهـا ..
أنت ملتـزمة بسـلطـة القبـيـله ..
وأنا ضد جميع السلطات ...
...
إختـلـفت , طموحاتنا ياسيدتي
فأنا ذاهب إلى يسار القصيده ..
وأنت ذاهبة إلى يمينها ..
أنا ذاهب باتجـاه البحـر ..
وأنت ذاهبـة باتجاه الجاهـليه ..
أنا أبحث عن حَجَـر الفلاسفـه ..
وأنت تبحثيـن عن أحجار الزمرد والياقوت ..
أنا أبحث عن عناوين الريح ..
وأنت تبحثين عن باب المحكمة الشرعيـه ..
...
ماذا حد ث ياامرأه ؟
كيف تحولت من امرأة رافضه
إلى ثورةٍ مضادةٍ للثوره ؟
ومن فرسٍ متمرده ..
إلى سجادة في قصر أبي لهب ؟؟